مقالاتالأخبارتقاريرالاعتقالاتحقوق الإنسان

أصوات الحرية تحت التعذيب .. النظام الإيراني يعتقل الشاعر الأحوازي مصطفى هليجي

تدين المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، بشدة الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشاعر الأحوازي مصطفى هليجي، الذي جرى استدعاؤه منذ 20 يومًا من قبل جهاز الأمن السيبراني الإيراني المعروف بـ “فتا”، بزعم تواصله مع ناشطين سياسيين خارج جغرافية إيران.
وقد أفادت مصادر حقوقية أن هليجي تعرض خلال فترة اعتقاله لممارسات تعذيب وحشية شملت الضرب بالكابلات على القدم والجسد، والركل واللكم في المناطق الحساسة الذي قد يفضي إلى الموت بهدف انتزاع اعترافات قسرية منه، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
يعد مصطفى هليجي أحد أبرز الشعراء الأحوازيين المعروفين بدفاعهم عن الهوية الثقافية و المجتمع الأحوازي، وهو ما جعله هدفًا للقمع المستمر من قبل النظام الإيراني، وكان قد اعتقل في نوفمبر 2019 وقضى نحو عامين في مراكز الاحتجاز الأمنية إلى أن رحل لسجن شيبان في الأحواز قبل إطلاق سراحه وقتها.
الاستدعاء الذي تم من جهاز “فتا” يأتي ضمن حملة قمع موسعة تستهدف تكميم الأصوات التي تنادي بحقوق الأحوازيين وتوثق الانتهاكات المستمرة ضدهم، وفق تهم معلبة مثل التواصل مع قوى أجنبية أو جهات سياسية معارضة، وهي اتهامات فضفاضة تُستخدم لإضفاء الشرعية على اعتقالهم وإسكاتهم.
وتؤكد المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن ما تعرض له الشاعر مصطفى هليجي يندرج ضمن الأفعال التي تجرمها القوانين الدولية بصراحة.
فوفقًا للمادة الأولى من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي صادقت عليها معظم دول العالم: “يقصد بالتعذيب أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديًا كان أم نفسيًا، يلحق بشخص ما بقصد الحصول على معلومات أو اعترافات، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يُشتبه أنه ارتكبه، أو تخويفه أو إجباره على عمل ما”.
وتؤكد المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن: “لا يجوز إخضاع أي إنسان للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القانون الإيراني نفسه، وإن كان في تطبيقه يغيب عنه الاستقلال والنزاهة، يُجرّم التعذيب ويُحظر استخدامه ضد المتهمين وفقًا للمادة 38 من الدستور الإيراني، التي تنص على أن: “يُحظر أي نوع من التعذيب للحصول على الاعترافات أو المعلومات”، ولكن للأسف، ما يحدث في الواقع يكشف عن تجاهل تام لهذه الالتزامات القانونية المحلية والدولية.
وتشير المنظمة إلى أن ما حدث مع الشاعر مصطفى هليجي ليس حالة استثنائية، بل هو جزء من نهج قمعي متواصل يستهدف ترهيب الأحوازيين وكسر إرادتهم،حيث يواجه الشعب الأحوازي منذ عقود طويلة حملات قمع ممنهجة تهدف إلى تهميشه ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
لقد أصبح التعذيب أداة معتادة في يد الأجهزة الأمنية الإيرانية، التي تستخدمها للضغط على الناشطين والصحفيين والشعراء لإجبارهم على الصمت، وهو ما يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي والمواثيق الحقوقية، ما يستدعي أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذه الجرائم، من خلال:
وترى المنظمة أن استمرار احتجاز الشاعر مصطفى هليجي وتعريضه للتعذيب يُشكل خطرًا كبيرًا على سلامته الجسدية والنفسية. لذا، فإنها تطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وضمان سلامته وحمايته من أي أعمال انتقامية.
كما تطالب المجتمع الدولي باستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والحقوقية للضغط على السلطات الإيرانية لضمان احترام حقوق الإنسان ووقف انتهاكاتها الممنهجة.
وختامًا فإن الاعتداء على شاعر كرس كلماته للدفاع عن هوية وثقافة شعبه يُعتبر اعتداءً على كل من يؤمن بحرية التعبير والعدالة، وعلينا جميعًا أن نقف بجانب مصطفى هليجي وغيره من المعتقلين الأحوازيين، لنؤكد أن أصواتهم لن تخمدها السجون، وأن قضيتهم ستظل حيّة في ضمير العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى