في تصعيد جديد لاستهداف المثقفين الأحوازيين، اعتقلت السلطات الإيرانية الباحث والكاتب سعيد إسماعيل، البالغ من العمر 32 عامًا، يوم الاثنين من منزله في حي الثورة بمدينة الأحواز. سعيد، وهو أستاذ في الأدب العربي ومتزوج، داهمت قوات المخابرات منزله، وصادرت هاتفه المحمول وجهاز الكمبيوتر الخاص به دون تقديم أي تهم رسمية.
سعيد إسماعيل يُعتبر من الشخصيات البارزة في الأدب العربي بالأحواز، وله سيرة حافلة بالعطاء الثقافي، حيث أصدر خمسة كتب قصصية للأطفال، منها: “ريسان وأسماك النهر، ريسان وطير الجارح، ريسان وصناعة البشر، ريسان وشجيرة الشفلح، ونار على حافة الوجود”.
كما أصدر كتابًا بحثيًا بعنوان “السيرة المفقودة: مختارات من الشاعر الأحوازي هاشم بن حردان الدرجي”، والذي عُرض مؤخرًا في معرض الكويت للكتاب في ديسمبر 2024. بالإضافة إلى ذلك، كان إسماعيل رئيس تحرير القسم العربي بمجلة “النواب” الثنائية اللغة، وساهم في أبحاث لم تُنشر بعد حول الأدب والثقافة الأحوازية.
وأفادت عائلة سعيد إسماعيل أن الباحث يعاني من مرض كُلوي حاد، مما يجعل اعتقاله في ظروف قاسية تهديدًا مباشرًا لحياته. وأكدوا أن السلطات الأمنية والقضائية تتحمل كامل المسؤولية عن أي تدهور في حالته الصحية.
يأتي هذا الاعتقال ضمن سلسلة متصاعدة من الإجراءات القمعية التي تستهدف المثقفين والناشطين الأحوازيين، في محاولة واضحة لتقويض النشاط الثقافي والمعرفي الذي يسعى لإحياء التراث العربي وتوثيق قضايا الشعب الأحوازي. يُضاف اسم سعيد إسماعيل إلى قائمة طويلة من المعتقلين الذين تعرضوا للقمع بسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان ونشاطهم الثقافي.
وتندد المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان باعتقال سعيد إسماعيل، محملة النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن حياته، ومؤكدة أن هذا قمع لن يسكت الأصوات الحرة.
وتشدد المنظمة على أن هذا الاعتقال يعد انتهاك صارخ لحرية التعبير وحقوق الإنسان، والتي تُكفل بموجب المواثيق الدولية، لا سيما: المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تكفل الحق في التعبير، والمادة 27 من العهد نفسه التي تضمن حقوق الأقليات الثقافية واللغوية، والمادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تحظر الاعتقال التعسفي.
وتدعو المنظمة إلى الإفراج الفوري عن سعيد إسماعيل وجميع المعتقلين الأحوازيين، وإلى محاسبة السلطات الإيرانية على هذه الانتهاكات الممنهجة التي تُهدد سلامة وكرامة النشطاء والمثقفين في الأحواز.
وترى المنظمة أن اعتقال سعيد إسماعيل لا يمثل مجرد اعتداء على شخصه، بل هو محاولة لإخماد صوت الحرية والفكر في الأحواز. ومع ذلك، فإن التاريخ يُثبت أن القمع لن يُسكت المثقفين عن مواصلة دورهم في إحياء التراث والدفاع عن حقوق الشعوب، وتؤكد أن الحرية لسعيد إسماعيل وكل المعتقلين هي مطلب إنساني وأخلاقي لا يقبل التأجيل