بسبب الإهمال الطبي .. إصابة معتقل أحوازي بجلطة دماغية في سجن شيبان

نقلت مصادر حقوقية معلومات عاجلة عن تدهور حالة المعتقل الأحوازي جابر صخرواي والتي أدت إلى إصابته بجلطة دماغية بسبب الإهمال الطبي من قبل سلطات سجن شيبان في الأحواز.
ويعد “صخراوي” من أقدم المعتقلين الأحوازيين حيث أمضى عشر سنوات دون إجازة مرضية في سجون كارون ومن ثم سجن شيبان، ولم يتبق له سوى عامين من محكوميته.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أنه في يوم الجمعة الموافق 15 يوليو 2024، اشتد المرض على “صخراوي” ما أدى إلى فقدانه الوعي، وبعد محاولات الإفاقة فوجئ زملاؤه بإعوجاج فمه وثقل كبير في مخارج حروفه حتى أصبح كلامه غير واضحًا.
ويعاني المعتقل الأحوازي من جملة أمراض مزمنة وخطيرة من بينها مرض التصلب العصبي المتعدد، وشلل في ساقه اليمنى، وتورم في الخصيتين، وآلام في المعدة، ورغم أن عائلته تقاسي الأمرين حتى توفر له كل الأدوية على نفقتهم الخاصة، إلا أن الإعمال المتعمد من سلطات السجن والتعنت في إصدار قرار لإرساله إلى المستشفى أدى إلى تدهور حالته الصحية وأصبح على شفا الموت.
وتؤكد المصادر أن أسرة المعتقل حاولت مرارًا إرساله إلى مستشفى خارج السجن لتلقي العلاج عبر تقديم عدة طلبات إلى السلطات القضائية ومسؤولي السجن، لكن طلباتهم وعائلته قوبلت بالرفض.
ويعود تاريخ اعتقال جابر صخراوي بن جهمي – البالغ من العمر 31 عامًا، وحاصل على مؤهل جامعي، من مدينة الأحواز- إلى العام 2013، حينما اعتقله جهاز الاستخبارات، وفي محكمة الثورة في الأحواز، اتهمه القاضي شابوني بالعمل ضد جغرافية ما تسمى إيران، والانتماء إلى منظمات تعارض النظام الإيراني الحالي.
وعبر محاكمات غير عادلة أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن لمدة 14 عامًا ونصف، والتي تم تخفيضها لاحقًا إلى 12 عامًا و5 أشهر في الفرع السادس عشر من الاستئناف من قبل القاضي سعيد كوشا.
وفي هذا الصدد، تستنكر المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، سياسة الإهمال الطبي والتي تعد واحدة ضمن العديد من الانتهاكات التي تمارسها سلطات النظام الإيراني بحق الأسرى الأحوازيين، حيث تُمعن بانتهاك حقوقهم المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحق المعتقلين بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية.
وتؤكد المنظمة أن الأسرى الأحوازيين يواجهون ظروفًا قاسية داخل السجون تزيد من معاناة الأسرى المرضى وتفاقم حالتهم الصحية، كما وتؤدي بالضرورة إلى وجود حالات مرضية جديدة نتيجة لعدم توفر بيئة صحية ومناسبة للعيش الآدمي، حيث تؤثر بيئة السجن على ازدياد الحالات المرضية، فمعظم السجون هي سجون قديمة ولا تتفق مع المعايير الدولية من حيث مساحتها وبنائها العمراني، وتنتشر فيها الحشرات والقوارض، بالإضافة إلى تنصل إدارات السجون من التزاماتها إزاء الاحتياجات الشخصية والعامة.
وتشير المنظمة إلى أمر في غاية الخطورة، وهو أن أغلب الأسرى يعانون من الإصابات التي تعرضوا لها وقت الاعتقال أو أثناء التحقيق، مما يزيد من أعداد الأسرى المصابين والمرضى الذين لا يتلقون علاج لازم وفوري يضمن عدم تفاقم حالتهم، ويخضعون لسياسة مصلحة السجون في المماطلة بتقديم العلاج والرعاية الطبية المتخصصة مما يؤدي وأدى إلى فقدان الكثيرين حياتهم.
وتلفت المنظمة الانتباه إلى أن سياسة الإهمال الطبي يمتد أثره ليطال الأسرى المفرج بعد خروجهم من السجن، حيث فارق العديد منهم الحياة نتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضوا له أثناء فترة الاعتقال، لتفاقم الأمراض التي أصابتهم أثناء الاعتقال وعدم تلقيهم العلاج اللازم في حينها.
وتحمل المنظمة النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير جابر صخرواي، مطالبة المؤسسات الدولية، وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى أخذ دورها فورا، وتحمّل مسؤولياتها إزاء المعتقلين الأحوازيين، وإلزام النظام الإيراني على الإفراج الفوري عنهم.

المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان