مقالاتالأخبارالتعذيبالإعداماتالاعتقالاتحقوق الإنسان

عدالة غائبة ومصير مجهول .. مخاوف إعدام المعتقل الأحوازي مالك موسوي

عدالة غائبة ومصير مجهول .. مخاوف إعدام المعتقل الأحوازي مالك موسوي

تُعرب المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان عن إدانتها الشديدة للحكم الصادر عن محكمة الثورة الإيرانية بحق الأسير الأحوازي سيد مالك الموسوي (داورشناس)، البالغ من العمر 26 عامًا، والذي يواجه خطر الإعدام على خلفية اتهامات باطلة وانتزاع اعترافات تحت التعذيب.

تمت إدانة الموسوي في يناير 2023 بتهمة “المحاربة” بسبب مزاعم تورطه في إحراق أحد مراكز الباسيج، وهو ما ينفيه الأسير تمامًا، مؤكدًا أن الاعترافات أُخذت منه تحت الإكراه في زنازين المخابرات الإيرانية عقب اعتقاله في مايو 2021. ورغم إنكاره الاعترافات خلال جلسات المحاكمة، أصدرت المحكمة حكمًا بالإعدام بحقه، في محاكمة لا ترقى إلى المعايير الدولية للعدالة.

وتؤكد المنظمة أن ممارسات السلطات الإيرانية تعد انتهاكًا واضحًا لعدد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، من أبرزها: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 5)، والتي تحظر إخضاع أي شخص للتعذيب أو العقوبات القاسية أو المهينة.

وتشير المنظمة إلى أن النظام الإيراني وأركانه دأبوا على اختراق المواثيق الدولية بممارساته الإجرامية بحق الشعب الأحوازي ومن ذلك، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 7)، والتي تنص على عدم جواز إجبار أي فرد على الاعتراف تحت التعذيب أو الإكراه، واتفاقية مناهضة التعذيب التي تُلزم الدول الأطراف، بما في ذلك جغرافية ما تسمى إيران، بمنع ومحاسبة مرتكبي التعذيب وضمان تحقيق العدالة للضحايا.

ومن هذا المنطلق، فإن المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان تجدد دعوتها العاجلة إلى المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهن وتطالبه بالتدخل العاجل لوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق سيد مالك الموسوي وجميع الأسرى الأحوازيين المهددين بأحكام مماثلة، كذلك الضغط على السلطات الإيرانية لإلغاء الأحكام المستندة إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب، وفتح تحقيق مستقل وشفاف حول الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأحواز.

وتشير المنظمة إلى أن “الموسوي” ليس وحده الذي يواجه أحكام ظالمة تسلب الحياة، فإن هناك أكثر من عشرة أسرى أحوازيين يواجهون خطر الإعدام في ظل سياسة القمع الممنهجة التي تمارسها السلطات الإيرانية؛ إذ تُعرب المنظمة عن قلقها البالغ إزاء مصير هؤلاء الأسرى، لا سيما أن معظمهم تعرضوا لتعذيب وحشي أدى إلى انتزاع اعترافات زائفة تُستخدم كأدلة رئيسية لإدانتهم.

تُجدد المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان دعوتها إلى جميع المنظمات الحقوقية الدولية والحكومات الديمقراطية لتحمل مسؤوليتها تجاه الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الأحوازي. وتؤكد أن إنقاذ حياة سيد مالك الموسوي ومئات الأسرى الآخرين يُعد اختبارًا حقيقيًا لالتزام العالم بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى