مقالاتتقاريرالتعذيباغتيالاتالإعداماتالقتل خارج القانونحقوق الإنسان

في الذكرى الأولى لإعدام حبيب أسيود .. وفاء وإصرار

في الذكرى الأولى لإعدام حبيب أسيود .. وفاء وإصرار

 

تمر اليوم الاثنين الذكرى الأولى لإعدام المناضل والقيادي الأحوازي حبيب أسيود في السادس من مايو عام 2023، على يد سلطات النظام الإيراني ومِن أعلى مستوياته عبر مخطط دنيء وتنسيق مخابراتي غير مسبوق.

وكان حبيب أسيود، قيادي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، قد اختطف من مطار إسطنبول الدولي مطلع العام 2020، وفشلت كل محاولات الإفراج عنه حتى تم ترحيله إلى جغرافية ما تسمى إيران، ليواجه اتهامات باطلة لا تمت للواقع بصلة، وخضع بعدها لمحاكمات تفتقد أدنى متطلبات العدالة، ثم نفذ بحقه حكم الإعدام بشكل مفاجئ.

وبات من المؤكد بأنّ تاريخ 6 مايو يُشكِّل ذكرى قضية حيّة وشاهدة على انتكاسة رايات الإنسانية في شتى أرجاء العالم، فرغم مرور عام كامل على ارتكاب الجريمة؛ لم يقدم الجناة إلى العدالة ولم تسجل السجلات الحقوقية أية خطوات من شأنها تقديم القتلة إلى العدالة؛ بل وتأتي الذكرى الأولى وسط تصاعد وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين الأحوازيين.

وقد توهَّمت سلطات النظام الإيراني إعدامها وتصفيتها لحبيب أسيود بأنّها طوت حياته وأسكتت صوته المعبِّر عن معاناة الشعب الأحوازي، لكن ما لم تكن تتوقّعه، باغتيالها صاحب صوت المعارضة بأنها خلقت من حيث لا تعلم ملايين الأصوات الثائرة ضد سياساتها الظالمة، وبات على وعي أكثر بحقوقه ومكتسباته، وأشد إصرارًا على مواصلة الكفاح ضد الاستبداد الإيراني وأركانه.

وستبقى قضية حبيب أسيود كابوسًا يُلاحق أركان النظام الإيراني ووصمة عار لن تمحى؛ فإن كان المجتمع الدولي قد نسى حقه وتَبَاطَأَ في اتخاذ خطوات ملموسة من شأنها محاسبة المتورطين بداية من اختطافه من مطار إسطنبول إلى أن لامست أقدامه منصة الإعدام؛ فإن ذكراه وسيرته النضالية المشرفة ستظل راسخة في عقول وأفئدة الأجيال الأحوازية المتعاقبة، ومشعلا لشعبنا في مسيرة تحرير أرضه، وشكّل في ضمائر العاملين في الحقل الحقوقي أمثولة وأنموذجًا في مواجهة الاستبداد وللظلم والقهر والتجبر.

وفي ضوء الإفلات الممنهج من العقاب في جغرافية ما تسمى إيران، تدعو المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان جميع الدول إلى ممارسة الولاية القضائية العالمية وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم من لديهم مسؤولية قيادية، الذين يُشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن جريمة إعدام المناضل الأحوازي حبيب أسيود بموجب القانون الدولي.

وتقدم المنظمة التحية والإجلال لشهدائنا الأبرار وعوائلهم الكريمة، ونعاهدهم على الوفاء لتضحياتهم حتى النصر بإذن الله، كما وترسل تحية الصمود والتحدي لأسرى الشعب الأحوازي في السجون الإيرانية سيئة السمعة، وتعاهدهم أنها لن تتخلى عنهم حتى ينالوا حريتهم الموعودة بإذن الله.

وتؤكد المنظمة أنها ستسير على نهج حبيب  أسيود النضالي بإرادة قوية ومثابرة صادقة وفاءً لتضحياته ومسيرته النضالية، متمسكة بقيم الحق والعدالة في مجابهة قوى الظلم والاستبداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى